في الذكرى الــــــ 16ــــسادسة عشر لتأسيس الجامعة!د. خليـــل القطــــاونة
بقلم: د. خليل القطاونة
تصادف الذكرى السادسة عشرة لتأسيس جامعة الطفيلة التقنية مع العام الذي ترفع فيه الجامعة شعارها الطموح: التحول نحو العالمية وضمان الجودة في التدريس والبحث والبيئة الجامعية. وقبل الذهاب بعيدا إلى عبق الذاكرة في هذا الصرح العلمي الجموح، تفرض إنجازات هذا العام نفسها على أولى صفحاته الزاهية: ففيه دخلت الجامعة للمرة الأولى تصنيف كواكوارلي سيمندز QS، وتقدمت لأرفع تقييمين معياريين عالميين هما QS stars، و ASIC، واستطاعت 3 كليات هي الهندسة، والعلوم التربوية، والعلوم رفع دراساتها الذاتية لنيل شهادات الجودة التي تستحقها من هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي في الأردن. وما كان لهذه التحولات الهائلة أن تكون دون ماض تطرب لسماعه الآذان، وتشرئب إليه الأعناق. فالجامعة منذ يومها الأول – بعد انفكاك ارتباطها عن شقيتها الكبرى جامعة البلقاء التطبيقية في تموز 2005 – خطت خطوات سريعة نحو بناء كوادرها الأكاديمية، والإدارية، والفنية، وسعت نحو نهضة عمرانية واسعة، ووضعت الخطط والتدابير لدعم الإبداع والابتكار واستقطاب الطلبة من داخل المملكة وخارجها. فعلى صعيد بناء مواردها البشرية التي هي بمثابة شريان الحياة فيها، وثب عدد كوادرها الأكاديمية والإدارية من 100 مدرسا وإداريا تقريبا عام 2005 إلى حوالي 254 عضوا أكاديميا في مختلف التخصصات العلمية والتقنية والإنسانية، جاءت من مصدرين اثنين رئيسين: الاستقطاب والتعيين الداخلي والابتعاث الخارجي، و 600 موظفا فنيا وإداريا معظمهم من أبناء المحافظة، يعمرون المعامل والمختبرات، ويقفون على خطوط الإدارة الوسطى والإسناد ويقومون على المرافق الخدمية والترفيهية للجامعة، ويتولون أمن وحماية مرافقها المزدهرة. ومن الطبيعي أن يرافق هذا النمو البشري المتراكم نهضة عمرانية واسعة: فتضاعف عمران الجامعة خلال هذه الفترة من بضعة مباني قديمة ورثتها الجامعة من كلية الطفيلة الهندسية عام 2005 إلى عشرات المباني الحديثة التي تضم في جنباتها أحدث المختبرات والمشاغل الهندسية، والمراكز العلمية والوحدات الإدارية، والقاعات التدريسية، والمطاعم، إضافة إلى المرافق الترفيهية لعل أبرزها المجمع الرياضي المتكامل، ومباني للرئاسة، ومركز تكنولوجيا المعلومات، والقبول والتسجيل، والمكتبة، ومجمعات للوحدات الإدارية، والقاعات التدريسية، ومدرجات ومسارح للطلبة ومناطق خضراء تمتد باسترخاء على امتداد حوالي 110 دونما فوق هضبة مرتفعة في ضاحية العيص الرابضة على مشارف مدينة الطفيلة من الواجهة الشرقية الشمالية. والناظر لحركة تطور الجامعة لا يفوته أن ينوه إلى توسع الجامعة في برامجها الأكاديمية التي قفزت من بضعة تخصصات عند قيام الجامعة عام 2005 إلى حوالي 31 برنامجا دراسيا في 6 كليات علمية تستقطب حوالي 7600 طالبا وطالبة منهم عدد لا بأس به من خارج الأردن. ورغم حداثة عمرها، وتكريس خططها إلى متطلبات التأسيس في هذه الفترة، إلا أن الجامعة لم تغفل دورها في الإبداع والابتكار: فهاهم اثنا عشر طالبا من كلية الهندسة في الجامعة يحرزون المركز الثاني في مجال التصميم الهندسي بمسابقة الفورميلا العالمية، وتتأهل 4 مشاريع من مشاريع طلبتها للتمويل المالي من الديوان الملكي العامر، وها هي تحصل على تمويل كبير من شركة البوتاس العربية لانجاز أكبر مبنى للمشاغل الهندسية، الذي يضم مشاغل النجارة، والتكييف والتبريد، والخراطة، واللحام، والكهرباء، وتديرها كوادر فنية مدربة، وذاك أستاذ من أساتذتها يحقق مركزا متقدما في مجال البحوث الأكثر استشهادا في المجلات العلمية المرموقة للعام 2020.ولا بد لهذه الوثبات النهضوية التي قطعتها الجامعة خلال هذه الفترة في مجالات بناء الإنسان والعمران والتميز والإبداع، أن ترافقها حركة تنويرية في مجال ضمان الجودة والتصنيفات العالمية للجامعات، والدراسات الذاتية لجودة عمل الكليات والتخصصات حسب أرفع المعايير المعتمدة عالميا، والتي رفعت شعارها الجامعة هذا العام، ونفذت خططها بتميز وإحكام، وهي بانتظار نتائجها المرضية قريبا بعون الله، لحجز المكانة التي تليق بها بين الجامعات العالمية، وفي السباقات التنافسية النجومية.وكل عام والجامعة ومن والاها من هيئاتها القيادية، والتدريسية، والإدارية، والفنية والطلابية بألف خير.